هند العميد الدلالات والمعاني الجوهرية
في قصة((اغتصاب وردي))
أياد النصيري 2018
في قصة((اغتصاب وردي))
أياد النصيري 2018
بدأت (هند العميد)الكتابة مدركةً لطبيعة فن القصة القصيرة مؤمنة أنها ترضي نفسها أولاً وكأنها في جهد دائب لاكتشافها وهي في هذا كلّه لا تجترح فناً ولا تغاوي هدفاً فالأدب في رأيها لا يحتاج إلى قيود خارجة عنه بل يؤدي وظيفته من تلقاء نفسه لأن رسالة الأدب فيه ولعل في مثل هذه الالتفاتة إلى غاية الكتابة مما يعطي (العميد) رسوخاً في الفن لم يبلغ شأوه إلا القلة القليلة ممن اندفعوا فيه وكتبوا كثيراً هي كاتبة بامتياز للرواية العربية ومبدعة في السرد لديها قاموسها المكثف بالمفردات-والحوار- وكذلك تتقن القصة القصيرة وفي كل قصصها فكرة موضوع يتعايش الفرد معه وفي احداثة السردية والتوصيف الموجز.وتميل القصة (إغتصاب وردي)إلى الاشتغال على الهموم النسوية الناجمة عن الزواج والأوضاع الاجتماعية التي تندرج في مآل اضطهاد المرأة وافتقادها للحرية وتستخدم شيئاً من التحليل النفسي الذي يتلاقى مع توصيف النمط الاجتماعي السائد الذي تبدو فيه المرأة منسحقة تحت وطأة الهيمنة الذكورية حين تصير المرأة إلى مجال إمتاع للرجل الغارق في الفسق والملذات والفساد. ترسم المبدعة هذه الصورة/ الظاهرة، من خلال تلك الفتاةالتي تتوجس خيفة من قطارالعمر الذي يمر سريعا ومتيقنة في قرارة نفسها بحب جميل وصادق يأخذها لمستقبل آمن ولم تعلم انها ضحية حب وقتي لفترة نزوة عابرة من خلال مايخبئه صديقها الغارق في ملذاته وكأنها سلعةالتي تتبادل كالسلعة بين الذين يبحثون عن اللذة المستفيدين من هموم وضعف الآخرين ولا أقصد بالضعف هنا ما هو مادي فحسب وإنما الضعف الأخلاقي وضعف المباديء وتفسخ القيم وغيرذلك من الأمراض الاجتماعية التي من خلال احداث القصة التي اججت القاصةلفضحها، وفضح عورات الساهرين على رعاية هذا الانحطاط ،والتفسخ، وما هذه البطلة إلا صورة لملايين هذه الفئات التي تعاني من موت الضمير والقيمة البشرية قهرا وإجبارا وقصرا، لا أود عرض جميع مكونات هذه التيمة بقدر ما أريد الإشارة إلى العصارة فحسب، خصوصا وأن النص كان باذخا. وتصور القصة تعلق (سارة) تلك الفتاة العشرينية من عمرها الجميل برجل اسمه (حبيب ) راودها خلسة عن اعين الاهل وبسرية في منزل اهله بالطابق العلوي الذي يحتوي على تلك الغرفة الشاهدة الوحيدة على مجريات الحدث
(((أزرار قميصٍ مفتوحة، تُغلَق بتتابع بيدٍ ذكوريّة خشنة، إبتسامةٌ تعتلي الثّغر، ويدٌ تُرتّب خصلات الشّعر المُبعثرة، كلّ مايخصّ ذلك الجسد المُتعرّق يحظى بالتّرتيب والتّهذيب إلا الغُرفة التي تُفصحُ عن قيامةٍ قد قامت بها!!
شراشفُ بيضاءُ ملوّنةٌ ومتناثرة سريرٌ قد اغتُصِبَت عذريّتَه بفعلِ عشيقينِ مَثّلَ أحدُهُما الإمتناع ليُشهدَ الفوضى على رفضه)))
تميل هند العميد إلى السرد الروائي ولكنها مالبثت في اغلب قصصها تقترب من السرد الوجيز المكثف عبر تنويع أدواتها الحكائية وتنويع استعمالها للحوافز (الوحدات القصصية الصغرى) يخمل التحفيز الواقعي إلى سرد طويل عماده الحواردون الوصف ودون التعليل الذي يضيء التنامي الفعلي (التحفيز) بل أن القاصة- العارفة لا تعنى بدواخل الشخصيات بالقدر الذي يستظهر لغة مقعرة أو إحالات ثقافية معمقة
تدخل(هند العميد) رهان الكتابة القصصية النسائية العربية بجدارة على أن الأدب النسائي الجديد ليس مخصوصاً بتجربة المرأة وحده فقد تمكنت من الضبط الفني لقصصها في رؤية إنسانية شاملة لا ترضخ لإغراء النزوعات الوجودية والعبثية والعدمية على زخم الواقع وضغوطه الخالية من المنطق على حساسية المبدع. ولا تستكين لشهوة التعبير السيري على وفرتها لدى كتاب القصة الجدد الذين يميلون إلى التماهي مع شخوصهم ولا تأنس للنزعة النسوية ولوازمها العاطفية والشخصية والاجتماعية بما تعنيه من وقوع في مطب المشجاة ((الميلودراما))، وبما تعنيه من استغراق في ولع التعبير الأنثوي في موازاة المجتمع أو التاريخ أو في مواجهتهما أو في التغافل معهما مصالحة أو تجاهلاً أو انكفاء أو تصاغراً.. الخ.
(((أزرار قميصٍ مفتوحة، تُغلَق بتتابع بيدٍ ذكوريّة خشنة، إبتسامةٌ تعتلي الثّغر، ويدٌ تُرتّب خصلات الشّعر المُبعثرة، كلّ مايخصّ ذلك الجسد المُتعرّق يحظى بالتّرتيب والتّهذيب إلا الغُرفة التي تُفصحُ عن قيامةٍ قد قامت بها!!
شراشفُ بيضاءُ ملوّنةٌ ومتناثرة سريرٌ قد اغتُصِبَت عذريّتَه بفعلِ عشيقينِ مَثّلَ أحدُهُما الإمتناع ليُشهدَ الفوضى على رفضه)))
تميل هند العميد إلى السرد الروائي ولكنها مالبثت في اغلب قصصها تقترب من السرد الوجيز المكثف عبر تنويع أدواتها الحكائية وتنويع استعمالها للحوافز (الوحدات القصصية الصغرى) يخمل التحفيز الواقعي إلى سرد طويل عماده الحواردون الوصف ودون التعليل الذي يضيء التنامي الفعلي (التحفيز) بل أن القاصة- العارفة لا تعنى بدواخل الشخصيات بالقدر الذي يستظهر لغة مقعرة أو إحالات ثقافية معمقة
تدخل(هند العميد) رهان الكتابة القصصية النسائية العربية بجدارة على أن الأدب النسائي الجديد ليس مخصوصاً بتجربة المرأة وحده فقد تمكنت من الضبط الفني لقصصها في رؤية إنسانية شاملة لا ترضخ لإغراء النزوعات الوجودية والعبثية والعدمية على زخم الواقع وضغوطه الخالية من المنطق على حساسية المبدع. ولا تستكين لشهوة التعبير السيري على وفرتها لدى كتاب القصة الجدد الذين يميلون إلى التماهي مع شخوصهم ولا تأنس للنزعة النسوية ولوازمها العاطفية والشخصية والاجتماعية بما تعنيه من وقوع في مطب المشجاة ((الميلودراما))، وبما تعنيه من استغراق في ولع التعبير الأنثوي في موازاة المجتمع أو التاريخ أو في مواجهتهما أو في التغافل معهما مصالحة أو تجاهلاً أو انكفاء أو تصاغراً.. الخ.
أنجزت القاصة(هند) قصتها (إغتصاب وردي)حيث نجد لها دلالاتها وإيقاعاتها لأنها وظفت الفكرة والحدث بأساليب بعيدة عن الترهل قريبة جدا من نوازع التقبل المبني على العقلانية لكن بأسلوب فيه من عذوبة العبارة وحتى المفردة ما يجر المتلقي بطريقة بعيدة عن التكلف …. أو الحذلقة أللفظيه… المـــــــتهاوية في منزلقات التسطيح.. والهشاشة الفنية والفكرية
(((تتابعت خَطوات أسامة العشرينيّ مرافقةً لصفيرِه المرح لتمتطي مدرّجات السُّلم نزولاً من غرفته التي تعلو بيت أهله بطابقٍ واحد، قاصداً سيارته الفارهة التي احتوت جسمَ عشيرنيّةٍ مضطربةِ المشاعر)))
وما نلمسه في القصة…انفتاح الفضاء ألزماني في تكوين الأحداث ومساراتها فالقاصة(هند العميد) لا ترسم لوحات نصوصها بآفاق محددة منغلقة بقدر ما يعطيها امتدادات يستطع من خلالها المتلقي إنشاء الصورة التي يجد فيها ما يميز
دلالاتها بمعيارية تستجيب لها النفس بطريقة متزنة غير منساقة وراء فنطازيا تغييب الفكرة من خلال التلاعب اللفظي
(((لتعرف هل ماحدَث قبل أن يُطلب منها النزول حَذَرَ أن يأتي احدٌ من أهل البيتِ فيكتشف سرَّ وجودها، كان من حقّها أم لا؟؟
وهل كان هناك سبيلٌ آخر كي تُثبت لأسامة حبّها وثقتها فيه أم لم يَكنْ؟؟)))
ثمة قلة قليلة من الكاتبات العربيات ممن أفلحن في أن يحتضن تعبيرهن عن التجربة الإنسانية حواف التجربة الأنثوية أو جوهرها ولكن (هند العميد) الروائية والقاصة بجدارة استطاعت في قصصها غالباً أن تحيك كتابتها القصصية من نسيج متقن لقماشها الثمين حريراً تتراءى في خيوطه المتينة ببريقها المدهش تماوجات تجربة إنسانية ثرية بالمعاني والدلالات.
توجهت (هند)إلى الشرط الاجتماعي والتاريخي بما هو شرط إنساني نافرة من المباشرة ونابذة النصح والوعظ ومتأبية على شهوة الكتابة لمجرد الكتابة. وقد اختارت أن تكتب عن هذا الشرط من السخرية المستندة إلى قوة المفارقة المعنوية بنبرات حداثية تغوص في السوريالية أو العبث حيناً وتقترب من التعبيرية حيناً
(((سارة فتاةٌ ترى من الرّقم العشرينيّ وحشٌ صغيرٌ بدأَ يكبُر ليقتربَ شَكلهُ المُخيف مَن وحشِ العنوسة، كما هُنَّ أغلبُ النّساء الشرقيّات،فَخلقَت أعذاراً عظيمةً لنفسِها كي تُسكِتَ صوتَ الرّفضِ في داخِلِها أو حتى الإعتراض لعلّها تحظى بأسامةَ المُخلّص من الوحشِ المُلازم كما كانت تظنّ دائما)))
وكأنها لاتؤمن بانوثتها الطبيعية فراحت تكذب في ملامح وجهها وتكذب في تصرفاتها وتكذب وتكذب حتى تسكت هذا الوحش الذي يداهم افكارها حتى لاترى الحقيقة
على أن قصتها( اغتصاب وردي)تستكمل نبرتها الفنية من خلال السخرية من عالم يحكمه العبث أو اللامعقول. تلجأ إلى المفارقة المعنوية البسيطة لتجد السخرية هي سخرية القدر في قصتها وكأنها تتلذذ بإيماءة وصف الشائع: فجيعة المرأة بأحلامها وبفارس الأحلام، وهي الغبية التي يستغلها هذا الفارس – وهو الذي يضمر في روحه وفكره وينشد النشوة والراحة النفسية متناسيا قدسية الحب والشرف والعفة وهو الخائف من فعلته جعلها تطأطأ رأسها وكانها طأطأت روؤس تعنيها اولا من الأهل والأقارب مصدقة في فكرها انه سيتزوجها حقا ذلك المخادع العابث في حب النزوى
وبعد فإننا وإنْ توقَّفنا عند الشأن السردي في هذه القصة لم نر الصواب في الاقتصار على الشكل فحسب فالسرد كان وما زال الوسيلة التي نعقل العالم بها ونعقل أنفسنا وعليه فالسرد يبدو لنا مُتماهياً مع علم الدلالة الذي يقيه من أن يكون لعبة شكلية فحسب. وربما ساغ لنا الزعم أننا لم نقم ها هنا بشرح تقنيات السرد دون أن نعطيها دلالات من نوع ما ذلك لأن هذا النموذج من هكذا قصة كان مثالاً على سردٍ مُفْعَم بالمعاني، وأدب ضاجٍّ بالرموز والدلالات والإشكالات ايضا
(((دقائق أخذتها بعالمٍ بعيد فتذكّرت، وابتسمتْ ..تندمت ..وتعذّرت ، وبدأت تلوم الطّرف المُسيطِر،فلا بُدّ مِن شماعةٍ لتعليق الذنوب، هربت أشباحُ مخاوِفِها حينَ أَقبلَ وجهُهُ مُستبشِراً باسِماً مُداعِباً نظراتها المُرتبكة بغمزةِ عين،سَبَقهُ عِطرهُ الفوّاح إلى السيارةِ ليُتبعَهُ برضى وهدوء …
لم تستطع سارة السيطرة على كبحِ مخاوفِها أكثر وراحت تُمطِر حبيبها الأسئلة وتُسقيه الشّكوكَ والمخاوفَ، فتارةً تستحلفهُ إن كان صادقاً بحبّها وتارةً تستغيثهُ أن لاتتغيّر نظرتَهُ عنها، تخبّطت بين دموعِها وشهقةِ النّدم)))
(((تتابعت خَطوات أسامة العشرينيّ مرافقةً لصفيرِه المرح لتمتطي مدرّجات السُّلم نزولاً من غرفته التي تعلو بيت أهله بطابقٍ واحد، قاصداً سيارته الفارهة التي احتوت جسمَ عشيرنيّةٍ مضطربةِ المشاعر)))
وما نلمسه في القصة…انفتاح الفضاء ألزماني في تكوين الأحداث ومساراتها فالقاصة(هند العميد) لا ترسم لوحات نصوصها بآفاق محددة منغلقة بقدر ما يعطيها امتدادات يستطع من خلالها المتلقي إنشاء الصورة التي يجد فيها ما يميز
دلالاتها بمعيارية تستجيب لها النفس بطريقة متزنة غير منساقة وراء فنطازيا تغييب الفكرة من خلال التلاعب اللفظي
(((لتعرف هل ماحدَث قبل أن يُطلب منها النزول حَذَرَ أن يأتي احدٌ من أهل البيتِ فيكتشف سرَّ وجودها، كان من حقّها أم لا؟؟
وهل كان هناك سبيلٌ آخر كي تُثبت لأسامة حبّها وثقتها فيه أم لم يَكنْ؟؟)))
ثمة قلة قليلة من الكاتبات العربيات ممن أفلحن في أن يحتضن تعبيرهن عن التجربة الإنسانية حواف التجربة الأنثوية أو جوهرها ولكن (هند العميد) الروائية والقاصة بجدارة استطاعت في قصصها غالباً أن تحيك كتابتها القصصية من نسيج متقن لقماشها الثمين حريراً تتراءى في خيوطه المتينة ببريقها المدهش تماوجات تجربة إنسانية ثرية بالمعاني والدلالات.
توجهت (هند)إلى الشرط الاجتماعي والتاريخي بما هو شرط إنساني نافرة من المباشرة ونابذة النصح والوعظ ومتأبية على شهوة الكتابة لمجرد الكتابة. وقد اختارت أن تكتب عن هذا الشرط من السخرية المستندة إلى قوة المفارقة المعنوية بنبرات حداثية تغوص في السوريالية أو العبث حيناً وتقترب من التعبيرية حيناً
(((سارة فتاةٌ ترى من الرّقم العشرينيّ وحشٌ صغيرٌ بدأَ يكبُر ليقتربَ شَكلهُ المُخيف مَن وحشِ العنوسة، كما هُنَّ أغلبُ النّساء الشرقيّات،فَخلقَت أعذاراً عظيمةً لنفسِها كي تُسكِتَ صوتَ الرّفضِ في داخِلِها أو حتى الإعتراض لعلّها تحظى بأسامةَ المُخلّص من الوحشِ المُلازم كما كانت تظنّ دائما)))
وكأنها لاتؤمن بانوثتها الطبيعية فراحت تكذب في ملامح وجهها وتكذب في تصرفاتها وتكذب وتكذب حتى تسكت هذا الوحش الذي يداهم افكارها حتى لاترى الحقيقة
على أن قصتها( اغتصاب وردي)تستكمل نبرتها الفنية من خلال السخرية من عالم يحكمه العبث أو اللامعقول. تلجأ إلى المفارقة المعنوية البسيطة لتجد السخرية هي سخرية القدر في قصتها وكأنها تتلذذ بإيماءة وصف الشائع: فجيعة المرأة بأحلامها وبفارس الأحلام، وهي الغبية التي يستغلها هذا الفارس – وهو الذي يضمر في روحه وفكره وينشد النشوة والراحة النفسية متناسيا قدسية الحب والشرف والعفة وهو الخائف من فعلته جعلها تطأطأ رأسها وكانها طأطأت روؤس تعنيها اولا من الأهل والأقارب مصدقة في فكرها انه سيتزوجها حقا ذلك المخادع العابث في حب النزوى
وبعد فإننا وإنْ توقَّفنا عند الشأن السردي في هذه القصة لم نر الصواب في الاقتصار على الشكل فحسب فالسرد كان وما زال الوسيلة التي نعقل العالم بها ونعقل أنفسنا وعليه فالسرد يبدو لنا مُتماهياً مع علم الدلالة الذي يقيه من أن يكون لعبة شكلية فحسب. وربما ساغ لنا الزعم أننا لم نقم ها هنا بشرح تقنيات السرد دون أن نعطيها دلالات من نوع ما ذلك لأن هذا النموذج من هكذا قصة كان مثالاً على سردٍ مُفْعَم بالمعاني، وأدب ضاجٍّ بالرموز والدلالات والإشكالات ايضا
(((دقائق أخذتها بعالمٍ بعيد فتذكّرت، وابتسمتْ ..تندمت ..وتعذّرت ، وبدأت تلوم الطّرف المُسيطِر،فلا بُدّ مِن شماعةٍ لتعليق الذنوب، هربت أشباحُ مخاوِفِها حينَ أَقبلَ وجهُهُ مُستبشِراً باسِماً مُداعِباً نظراتها المُرتبكة بغمزةِ عين،سَبَقهُ عِطرهُ الفوّاح إلى السيارةِ ليُتبعَهُ برضى وهدوء …
لم تستطع سارة السيطرة على كبحِ مخاوفِها أكثر وراحت تُمطِر حبيبها الأسئلة وتُسقيه الشّكوكَ والمخاوفَ، فتارةً تستحلفهُ إن كان صادقاً بحبّها وتارةً تستغيثهُ أن لاتتغيّر نظرتَهُ عنها، تخبّطت بين دموعِها وشهقةِ النّدم)))
أستطيع أن أقول إن ( هند العميد) تخلصت من مواضيعها المباشرة حد البساطة والتي كانت تداعب عواطف العامة عامة الناس وانتهى بها المطاف إلى الإمساك بفن الكتابة القصصية هذا أولاً وثانياً: أستطيع أن أقول وبكل ثقة إن ( هند العميد ) تمتلك خطا تتميزبه يميزها هو فقط من دون باقي الكاتبات من حيث اللغة والسرد وكثافة الصور وانتقاء المفردة الجمالية في الحوار امتلاؤها بالهموم الإنسانية لا الهموم الكتابية فحسب وتلك ميزة أصبحت اليوم نادرة يفتقدها الكثيرون من الكـتاب الشبان
النص
( اغتصابٌ ورديّ)
أزرار قميصٍ مفتوحة، تُغلَق بتتابع بيدٍ ذكوريّة خشنة، إبتسامةٌ تعتلي الثّغر، ويدٌ تُرتّب خصلات الشّعر المُبعثرة، كلّ مايخصّ ذلك الجسد المُتعرّق يحظى بالتّرتيب والتّهذيب إلا الغُرفة التي تُفصحُ عن قيامةٍ قد قامت بها!!
شراشفُ بيضاءُ ملوّنةٌ ومتناثرة سريرٌ قد اغتُصِبَت عذريّتَه بفعلِ عشيقينِ مَثّلَ أحدُهُما الإمتناع ليُشهدَ الفوضى على رفضه، تتابعت خَطوات أسامة العشرينيّ مرافقةً لصفيرِه المرح لتمتطي مدرّجات السُّلم نزولاً من غرفته التي تعلو بيت أهله بطابقٍ واحد، قاصداً سيارته الفارهة التي احتوت جسمَ عشيرنيّةٍ مضطربةِ المشاعر، لاتَعرِفُ هل ماحدَث قبل أن يُطلب منها النزول حَذَرَ أن يأتي احدٌ من أهل البيتِ فيكتشف سرَّ وجودها، كان من حقّها أم لا؟؟
وهل كان هناك سبيلٌ آخر كي تُثبت لأسامة حبّها وثقتها فيه أم لم يَكنْ؟؟
سارة فتاةٌ ترى من الرّقم العشرينيّ وحشٌ صغيرٌ بدأَ يكبُر ليقتربَ شَكلهُ المُخيف مَن وحشِ العنوسة، كما هُنَّ أغلبُ النّساء الشرقيّات،فَخلقَت أعذاراً عظيمةً لنفسِها كي تُسكِتَ صوتَ الرّفضِ في داخِلِها أو حتى الإعتراض لعلّها تحظى بأسامةَ المُخلّص من الوحشِ المُلازم كما كانت تظنّ دائِماً ..
دقائق أخذتها بعالمٍ بعيد فتذكّرت، وابتسمتْ ..تندمت ..وتعذّرت ، وبدأت تلوم الطّرف المُسيطِر،فلا بُدّ مِن شماعةٍ لتعليق الذنوب، هربت أشباحُ مخاوِفِها حينَ أَقبلَ وجهُهُ مُستبشِراً باسِماً مُداعِباً نظراتها المُرتبكة بغمزةِ عين،سَبَقهُ عِطرهُ الفوّاح إلى السيارةِ ليُتبعَهُ برضى وهدوء …
لم تستطع سارة السيطرة على كبحِ مخاوفِها أكثر وراحت تُمطِر حبيبها الأسئلة وتُسقيه الشّكوكَ والمخاوفَ، فتارةً تستحلفهُ إن كان صادقاً بحبّها وتارةً تستغيثهُ أن لاتتغيّر نظرتَهُ عنها، تخبّطت بين دموعِها وشهقةِ النّدم، فقاطعت دموعَها قُبلةً مُطَمإنةً على جبينِها الأبيض، متبوعةً بتوضيحٍ مِن صاحبِ القُبلَة،( ياحبيبتي لاتخافي انا أُحبّكِ وأعلم أنّكِ قد وثقتِ بي لتُعطيني كنزكِ الدّفين، فلاتخافي أنا فخورٌ بكِ)
سارة: أحقاً يا أسامة ؟؟
هل أنت فخورٌ بي وبحبّي لك كما في السابق؟؟
أسامة: طبعاً حبيبتي كفاكِ شكوكاً بشعوري اتجاهكِ ..
إبتسامة الحبيبة قاطعتها أمر الحبيب بإن تَخفض رأسها للأسفل كي يقودَ سيارته…
النص
( اغتصابٌ ورديّ)
أزرار قميصٍ مفتوحة، تُغلَق بتتابع بيدٍ ذكوريّة خشنة، إبتسامةٌ تعتلي الثّغر، ويدٌ تُرتّب خصلات الشّعر المُبعثرة، كلّ مايخصّ ذلك الجسد المُتعرّق يحظى بالتّرتيب والتّهذيب إلا الغُرفة التي تُفصحُ عن قيامةٍ قد قامت بها!!
شراشفُ بيضاءُ ملوّنةٌ ومتناثرة سريرٌ قد اغتُصِبَت عذريّتَه بفعلِ عشيقينِ مَثّلَ أحدُهُما الإمتناع ليُشهدَ الفوضى على رفضه، تتابعت خَطوات أسامة العشرينيّ مرافقةً لصفيرِه المرح لتمتطي مدرّجات السُّلم نزولاً من غرفته التي تعلو بيت أهله بطابقٍ واحد، قاصداً سيارته الفارهة التي احتوت جسمَ عشيرنيّةٍ مضطربةِ المشاعر، لاتَعرِفُ هل ماحدَث قبل أن يُطلب منها النزول حَذَرَ أن يأتي احدٌ من أهل البيتِ فيكتشف سرَّ وجودها، كان من حقّها أم لا؟؟
وهل كان هناك سبيلٌ آخر كي تُثبت لأسامة حبّها وثقتها فيه أم لم يَكنْ؟؟
سارة فتاةٌ ترى من الرّقم العشرينيّ وحشٌ صغيرٌ بدأَ يكبُر ليقتربَ شَكلهُ المُخيف مَن وحشِ العنوسة، كما هُنَّ أغلبُ النّساء الشرقيّات،فَخلقَت أعذاراً عظيمةً لنفسِها كي تُسكِتَ صوتَ الرّفضِ في داخِلِها أو حتى الإعتراض لعلّها تحظى بأسامةَ المُخلّص من الوحشِ المُلازم كما كانت تظنّ دائِماً ..
دقائق أخذتها بعالمٍ بعيد فتذكّرت، وابتسمتْ ..تندمت ..وتعذّرت ، وبدأت تلوم الطّرف المُسيطِر،فلا بُدّ مِن شماعةٍ لتعليق الذنوب، هربت أشباحُ مخاوِفِها حينَ أَقبلَ وجهُهُ مُستبشِراً باسِماً مُداعِباً نظراتها المُرتبكة بغمزةِ عين،سَبَقهُ عِطرهُ الفوّاح إلى السيارةِ ليُتبعَهُ برضى وهدوء …
لم تستطع سارة السيطرة على كبحِ مخاوفِها أكثر وراحت تُمطِر حبيبها الأسئلة وتُسقيه الشّكوكَ والمخاوفَ، فتارةً تستحلفهُ إن كان صادقاً بحبّها وتارةً تستغيثهُ أن لاتتغيّر نظرتَهُ عنها، تخبّطت بين دموعِها وشهقةِ النّدم، فقاطعت دموعَها قُبلةً مُطَمإنةً على جبينِها الأبيض، متبوعةً بتوضيحٍ مِن صاحبِ القُبلَة،( ياحبيبتي لاتخافي انا أُحبّكِ وأعلم أنّكِ قد وثقتِ بي لتُعطيني كنزكِ الدّفين، فلاتخافي أنا فخورٌ بكِ)
سارة: أحقاً يا أسامة ؟؟
هل أنت فخورٌ بي وبحبّي لك كما في السابق؟؟
أسامة: طبعاً حبيبتي كفاكِ شكوكاً بشعوري اتجاهكِ ..
إبتسامة الحبيبة قاطعتها أمر الحبيب بإن تَخفض رأسها للأسفل كي يقودَ سيارته…
Comments
Post a Comment