صمت عربي - اسلامي على غزة والموصل.لبنان غارق في همومه الامنية واستحقاقاته السياسية والاجتماعية قيد البحث
عبر عيد الفطر لدى الطوائف الاسلامية وسط تباين حول موعده، إلا أنه مرّ من دون حصول أي طارئ أو حدث أمني ارهابي يعكّره وفق ما كانت التوقعات والمخاوف تخشى حدوثه، فتنفس اللبنانيون الصعداء، فيما شددت خطب المساجد في بيروت والمناطق على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدة ضرورة التوافق والتصدي لحملة الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو العراق، خصوصاً في الموصل حيث تدمّر كنائسهم ويرغمون على الخيار ما بين دفع الجزية أو اشهار اسلامهم أو مغادرة وطنهم عراة، وإلا فقطع الرؤوس، كما دعا الخطباء ومعظم السياسيين الى دعم الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الاسرائيلي المتمادي لذي لم يوفر الاطفال والنساء والعجزة في المدارس ومقار الامم المتحدة للاجئين اسوة بالمستشفيات ودور العبادة والبعثات والجمعيات الانسانية في قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين توالياً.
وكأن لبنان لا تكفيه مشكلاته وأزماته السياسية والامنية والاقتصادية لتأتيه كارثة الطائرة الجزائرية بماساة اضافية ونحو عشرين من مواطنيه كانوا على متن الطائرة المنكوبة والذي لم تزل اشلاؤهم قيد اختبارات الـ DNA لجمعها واعادتها الى ذويهم في لبنان.
وإذا كان دوي تفجير الكنائس ودور العبادة وتهجير المسيحيين من العراق، قد هز ضمائر معظم القيادات الاسلامية في لبنان، فمن المستغرب أن ذلك لم يحرك مشاعر الدول والانظمة الاسلامية والعربية ليأتي صمت قياداتها وكأنه يزكي الدولة اليهودية العرقية ويتواطأ على افراغ الشرق من مسيحييه تسهيلاً لقيام دولة أو دويلات اسلامية متطرفة خدمة لمشروع "الدولة الاسلامية" (داعش)، وتحقيقاً لمخطط الشرق الاوسط الجديد. الى ذلك بدا واضحاً أن الصمت الاميركي والاوروبي حيال ما يجري ضد المسيحيين العراقيين في الموصل، وبعض المواقف الخجولة من بعض الدول، وعم تحرك المجتمع الدولي لوقف تهجيرهم، وغياب جامعة الدول العربية عن هذا الشأن، كل ذلك جاء ليتقاطع مع مخطط اقتلاع الوجود المسيحي في بلاد الرافدين، ويشكل سابقة لتشجيع هذه "الدولة" الداعشية" على اكمال مسارها الارهابي في سوريا والعراق، وربما غداً في لبنان.
أما في شأن العدوان الهمجي الذي تنفذه اسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني حيال شعب يقاتل بلحمه الحي وما تيسّر له من سلاح غير متكافئ، مع الطيران الحربي الاسرائيلي فيبدو أن ذلك لم يشكل جريمة كافية ليتحرك مجلس الامن الدولي لوقف هذا العدوان، في وقت بدا أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد ايقن من عبثية عدوانه المتهور وبات ينشد مخرجاً مشرّفاً من ورطته عبر تصعيد عدوانه على غزة سعياً الى قرار دولي يؤمن حماية حدود الدولة العبرية في القطاع على غرار القرار 1701.
والى هموم لبنان الداخلية من تداعيات المعارك الدائرة على حدوده الشرقية بين الجيش السوري وحزب الله اللبناني من جهة والتنظيمات الارهابية كجبهة النصرة والمنظمات الاسلامية من جهة اخرى، وما يطال لبنان من قذائف مدفعية وصاروخية ضد قرى وبلدات بقاعية في بعلبك والهرمل، الى كلام عن وصول طلائع داعش الى خط الحدود بين القلمون السورية وجرود عرسال اللبنانية فإلى تحذير اوروبي من عزم جهات اسلامية في الشمال اللبناني على اجتياح قرية مسيحية في المنطقة أخذ اهاليها رهائن لمبادلتهم بالاسلاميين في سجن روميه، وصولاً الى مخاوف من تحرك تنظيمات فلسطينية باتجاه الحدود الجنوبية مع اسرائيل ... وفي السياق يخشى المعنيون أن تنشط بعض هذه التنظيمات مستغلة نداء احدى المنظمات الفلسطينية في غزة الى حزب الله لفتح جبهتي الجنوب والجولان السوري دعماً لغزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل عليها، بعدما بلغ عدد الضحايا في القطاع 1359 قتيلاً ونحو 7600 جريح.
أما على الصعيد السياسي فلم تحمل عطلة عيد الفطر أي جديد يؤشر الى احتمال حصول خرق ما في جدار الازمة اللبنانية المتعددة الوجه والمشكلة والعقدة، سواء على صعيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي حال الشغور في سدّة الرئاسة الاولى المستمر منذ ثمانية وستين يوماً، أو في شأن أزمة سلسلة الرتب والرواتب وإنهاء الاضراب المتواصل الذي تنفذه هيئة التنسيق النقابية ما يحرّر ألوف الطلاب الذين سدّت أمامهم أبواب الانتساب الى الجامعات بسبب عدم تصحيح مسابقات الامتحانات تمهيداً لنيل شهاداتهم.
وفيما لا تزال المواقف من انتخاب رئيس للجمهورية على حالها من دون ظهور أي مؤشرات الى حلحلة ما تخرج البلاد من هذا المأزق، بدأ بعض الجهات يعمل جدياً على خط التمهيد للتمديد للمجلس النيابي في نهاية شهر آب المقبل لمدة سنة أو ثمانية عشر شهراً، وهو الامر الذي كان موضع تشاور بين رئيس مجلس النواب نبيه وبري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، الى جانب موضوع سلسلة الرتب والرواتب الذي سيكون اليوم موضع بحث بين ممثلين لتيار المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيوره والوزير علي حسن خليل والوزير وائل ابو فاعور في شان زيادة الـ TVA.
وغداً يحل عيد الجيش اللبناني في الاول من آب حيث درجت العادة على تخريج الضباط من تلامذة المدرسة الحربية وتسليمهم السيوف، إلا أن هؤلاء لن ينالوا سيوفهم بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية لتسليمهم اياها.
Comments
Post a Comment