«فاعل خير» ينصب على المتسوقات خارج المراكز التجارية
«فلوسك طايحه» أحدث أساليب سرقة عملاء البنوك |
رسم يوضح سيناريو سرقة عملاء البنوك (من المصدر)
|
تاريخ النشر: الأربعاء 30 يوليو 2014
أحمد مرسي (الشارقة)أصدرت القيادة العامة لشرطة الشارقة تقريراً أكدت فيه أن جرائم السرقة بالاحتيال على عملاء البنوك تصدرت أبرز القضايا التي رصدتها خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن مرتكبيها جماعات منظمة تضم في الغالب أشخاصاً من الجنسية نفسها، ممن يقيمون في الدولة بصورة غير مشروعة أو مخالفي قوانين الدخول والإقامة ممن تتشابه ظروفهم وأوضاعهم.
وقالت إن هذه الجرائم تستهدف بصفة خاصة عملاء البنوك الذين يكونون بمفردهم خلال سحب مبالغ نقدية كبيرة من البنوك، موضحة أنه بعد أن يخرج العميل من البنك وفي يده المغلف الذي وضع فيه الأموال متجهاً صوب مركبته التي ما أن يدير محركها حتى يقوم أحدهم بطرق زجاج النافذة ويتحدث إليه مشيراً بيده إلى صندوق السيارة، ولأن صاحب المركبة لم يسمع جيداً ما قاله الطارق، فإنه عندما ينزل زجاج سيارته حتى يعيد المتحدث على مسامعه جملة «فلوس مالك طايحه ورا السيارة».
لحظتها يرتبك الرجل، ويتجه تفكيره نحو المبلغ الذي وقع من يده وهل يجده كاملاً أم يفقد بعضه، فينزل من السيارة مسرعاً، متجهاً إلى الناحية الخلفية من السيارة ليجد مجموعة أوراق نقدية ألقى بها اللصوص عمداً على مسافات متباعدة قليلاً لدفع الضحية إلى السير مسافة وهو يجمعها ورقة ورقة، وبعد أن يعود إلى سيارته يفاجأ باختفاء المغلف وبداخله الأموال التي سحبها من البنك، بعد أن تسلل رجل آخر إلى السيارة من الناحية الأخرى.
|
ويحذر «فاعل الخير» السيدة، مشيراً بيده إلى وجود عطل بالإطار الخلفي للمركبة، وما أن تنزل المرأة من السيارة وتتفقد الإطار حتى يكون رجل آخر قد تسلل من الناحية الأخرى وخطف الحقيبة وفر كالريح من المكان.
وقالت الشرطة «نشطت خلال الشهور الأخيرة وبصورة ملحوظة بعض العصابات التي تستخدم هذه الحيل لسرقة الأموال، مستخدمة مختلف الحيل والأساليب الإجرامية المعروفة سابقاً أو المبتكرة، لكن سرعان ما يتم الكشف عنها، وضبط ممارسيها»، مضيفة «تبين لنا أن معظمهم من المقيمين في الدولة بصورة غير مشروعة ومخالفي قوانين الدخول والإقامة، إلى جانب بعض أصحاب السوابق المبعدين الذين تمكنوا من التسلل إلى الدولة مجدداً وعاودوا ممارسة النشاط الإجرامي».
ثقب في إطار المركبة
وكانت شرطة الشارقة قد تلقت مجموعة بلاغات تفيد بتعرض عدد من عملاء البنوك للسرقة عن طريق إيهام الضحية بأن هناك ثقباً في الإطار الخلفي لسيارته، وإذا لاحقتهم الضحية خاصة إن كان رجلاً، فإنهم يتداولون المغلف أو الحقيبة التي تحوي المال بحيث لا يتمكن المجني عليه من تحديد أيهم السارق.
وفي إطار جهودها للحد من جرائم سرقة عملاء البنوك، ألقت شرطة الشارقة القبض على 8 أشخاص أفغان من أصحاب السوابق، المختصين في هذا النوع من الاحتيال، وبالتدقيق على المذكورين، تبين أنهم مطلوبين لأجهزة الشرطة في عدد من إمارات الدولة لارتكاب الجرائم نفسها.
كما اتضح أن من بينهم عدداً من المبعدين عن الدولة بموجب أحكام قضائية سابقة وقد تمكنوا من التسلل مجدداً للدولة لممارسة نشاطهم الإجرامي.
وشكلت شرطة الشارقة فريقاً أمنياً من التحريات والمباحث الجنائية للبحث عن مرتكبي هذه الجرائم وملاحقتهم والقبض عليهم.
وتمكن الفريق من تحديد هوية الجناة ومعرفة مكان وجودهم والقبض عليهم.
وبعرض المشتبه بهم على مجموعة من أصحاب البلاغات المشار إليها، تعرفوا إليهم وأكدوا أنهم الذين سرقوا أموالهم.
وبمواجهة المذكورين اعترفوا بما نسب إليهم، فتم توقيفهم وإحالتهم إلى النيابة العامة بالشارقة.
«فلوسك طايحة»
كما وردت 6 بلاغات إلى مركزي شرطة الغرب والمناطق الصناعية الشاملين تفيد بتعرض عملاء البنوك للسرقة عن طريق حيلة «فلوسك طايحة» من قبل مجهولين.
وتمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة من القبض على تشكيل عصابي يضم 5 أفغان تخصصوا في سرقة عملاء البنوك عن طريق الحيلة.
تسرب زيت
وكشفت إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة أن أفراد عصابة آخرين يسكبون كمية من الزيت على إطارات مركبة الضحية، ثم يوقفوه ويوهموه بوجود عطل في المركبة، وبمجرد نزوله منها لمعاينة العطل، يقوم آخر بفتح باب المركبة من الجهة الأخرى وسرقة الأموال والفرار سريعاً.
وبعد البحث والتحري حدد الفريق هويات عدد من المشتبه بهم وحدد أماكن وجودهم في الشارقة وعجمان.
وبالتعاون مع شرطة عجمان، ألقي القبض عليهم في كمين محكم، رغم محاولتهم الفرار من الشرطة وقاوموا بعنف خلال القبض عليهم، إلا أن الفريق سيطر عليهم وأوقفهم.
وبتفتيش مقار سكنهم تم العثور على بعض الأدوات التي يستخدمونها في ارتكاب جرائمهم، وبمواجهتهم بالتهم المنسوبة إليهم، أنكروا صلتهم بها، وبعرضهم في طابور التشخيص على الضحايا تم التعرف إليهم، وبناء عليه فقد تمت إحالتهم إلى النيابة العامة بالشارقة.
يقظة وحذر
وأكدت شرطة الشارقة استمرار جهودها للقضاء على هذه الجرائم التي أصبحت تؤرق المجتمع وتشكل تهديداً لحرية نقل الأموال وأمن وسلامة عملاء البنوك، داعية لاتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة عن سحب المبالغ المالية الكبيرة وعدم ترك الأموال بالمركبات وفي أماكن يسهل الوصول إليها، وضرورة اصطحاب رفيق خلال نقل الأموال من مكان لآخر وغير ذلك من التدابير التي يمكن أن تحول دون وقوع مثل هذه الجرائم التي وإن كانت تعد محدودة للغاية، إلا أنها تشكل خطراً على أمنهم وسلامتهم إلى جانب خطرها العام على الدولة ومقدراتها الاقتصادية.
Comments
Post a Comment