هل ستؤدي الصيغة السعودية إلى وقف لإطلاق النار؟
29 يوليو 2014, 10:27
0
تواجه مسألة وقف إطلاق النار والقتال في غزة
طريقًا مسدودة: تُقدّر مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل في اليومين
الأخيرين، بأن الاقتراح الذي وضعه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لا
يستوفي الحد الأدنى من الشروط التي وضعتها إسرائيل على طاولة المفاوضات
ويدعون بأن أيادي الأتراك والقطريين ليست نظيفة.
ترفض إسرائيل وتعارض الاقتراح القطري، معارضة
قاطعة. تناقش الجهات السياسية هذه الأيام وتدفع نحو تسوية من خلال المسار
السعودي - المصري. التدخل السعودي من شأنه أن يفيد أيضًا فيما يخص الجانب
الاقتصادي، من أجل إعادة بناء غزة بعد الحرب. يتحدث وزراء المجلس الوزاري
الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية عن هذا المسار كمسار ذي
تأثير كبير.
ميدانيًّا، يبدو أيضًا أن الخطط العسكرية التي
وضعتها الحكومة الإسرائيلية للقتال في غزة وصلت إلى نهايتها لأنه تم رصد
معظم الأنفاق وتعمل الجهات المختصة هذه الأيام على تدميرها. إن لم تحصل
إسرائيل قريبًا على مبادرة مصرية سعودية معدّلة، قد يضيف المجلس الوزاري
المصغّر أهدافًا عسكرية جديدة قد تطيل المعركة في غزة.
يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية يحاول ؛في
الأيام الأخيرة؛ إعادة المبادرة المصرية إلى الواجهة. فقد التقى يوم الأحد؛
من هذا الأسبوع؛ في مدينة جدة مع الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز،
الذي كان قد أبدى في مكالمة له مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دعمًا
كبيرًا للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. وصرح أبو مازن البارحة صباحًا
أيضًا في مقابلة له مع صحيفة سعودية بأن المبادرة المصرية تلائم متطلبات
الشعب الفلسطيني.
السعودية، من جهتها، موجودة في معسكر الرئيس أبي
مازن ونظام السيسي ضدّ المحور التركي القطري (الذي يدعم الإخوان
المسلمين)، الذي يعطي دعمًا لحماس ويطلب رفع الحصار عن غزة. لم توفر حماس
النقد، في الأيام الأخيرة، على مصر ومبادرتها ومؤخرًا بدأت تشن انتقادات
شديدة ضدّ العائلة السعودية المالكة. قال مسؤول حماس، موسى أبو مرزوق،
المتواجد في القاهرة إن الملك السعودي ربما هاتف أوباما ليطالبه بأن يمارس
ضغطًا على نتنياهو لوقف تلك العملية العسكرية، ولكن " ينتظر شعب غزة من
الملك ما هو أكثر من هذا".
يقدَّر محللون سياسيون، مختصون بشؤون المملكة
العربية السعودية، صباح اليوم أن المملكة السعودية تدرك تمامًا مسألة
الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لدولة إسرائيل، تحفظها مقابل حالة الفوضى
التي تحدث في العالم العربي، قوتها ضدّ حماس وقدراتها الجيدة في المجال
التكنولوجي في محاربة الإرهاب، على الأقل حاضرًا فيما يخص القبة الحديدية
ومستقبلاً - معالجتها لمسألة الأنفاق الإرهابية.
السعودية معنية بإنهاء "الصراع البسيط" بين
إسرائيل وحماس من أجل تجنيد إسرائيل في صفها في "الصراع الكبير" ضدّ الشيعة
والإرهاب السني المتعاظم تتشارك المملكة السعودية وإسرائيل اليوم الكثير
من المصالح المشتركة أكثر من أي وقت مضى، منها النضال ضدّ وقف المشروع
النووي الإيراني، الحرب ضدّ "حركة الإخوان المسلمين" وتابعاتها (حماس)، دعم
نظام السيسي في مصر، الحفاظ على استقرار المملكة الأردنية، مواجهة نظام
الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان والحرب ضد القاعدة.
Comments
Post a Comment