Skip to main content

العصر الأمريكي يقترب من مغيبه!

البيت الأبيضسيتغير المشهد السياسي في العالم بشكل كبير بحلول العام 2013، وعدد الدول العظمى سيزداد، وستنضم إلى الولايات المتحدة كل من روسيا والصين وألمانيا والهند واليابان.
هذا ما رأته مجلة "Forbes" مؤخرا، متنبئة بأن سلطة الدول ستزداد "توزيعا" من خلال المنظمات والمؤسسات غير الحكومية، مضيفة أن واقع حال نظام ما بعد الحرب سيبقى على حاله بشكل عام، مع تضاعف الغموض وعدم الاستقرار.
ولفت التقرير إلى أن العلماء في تسعينيات القرن الماضي، وبالأخص الفيلسوف الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية فرانسيس فوكوياما، الذي نظّر لتراجع واختفاء الدول القومية، بحجة أنها لن تصمد أمام هجمة العولمة، إلا أنه تبين الآن أن تلك التوقعات غير دقيقة إلى حد كبير، وأن "الإشاعات" بشأن نهاية الدول القومية قد بولغ فيها بشكل كبير.
وبالمقابل، تراكم الدول القومية الكبرى قوتها، ويظهر ذلك جليا على سبيل المثال في إمكانياتها الدفاعية، ودخلت إلى قائمة العشر دول الأكثر إنفاقا على الدفاع العام 2015، بحسب معلومات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان وألمانيا، وهي ذات الدول التي ستهيمن على الكوكب بعد عقد ونصف.
تلك الدول، يقول التقرير، فيما تتحدث عن السلام، تستعد جليا لحرب محتملة، ولا يقتصر الأمر عليها، فإنفاق كل الكوكب على الدفاع في ارتفاع مضطرد منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وقد تجاوز في العام الماضي 1.6 تريليون دولار، وهذا التوجه، يرى الخبراء، أنه سيتواصل في العقد المقبل.
وستواصل هذه الدول الست الهيمنة حتى في مجال النمو الاقتصادي، وفي هذا الشأن، واستنادا إلى الناتج الإجمالي الداخلي مع الأخذ بالحساب القدرة الشرائية، فقد تجاوزت الصين الولايات المتحدة، نعم وروسيا، بحسب هذا المؤشر تأتي ضمن الخمس الأوائل لأكثر الدول نموا.
وترى "Forbes" أن هذه الدول ستحتفظ بصدارتها في العام 2013، ويمكن أن تنضم إليها البرازيل وكندا وفرنسا وإيطاليا والمكسيك، وعدة دول أخرى.
ويستدرك التقرير قائلا إن الدول القومية ليست الشكل الوحيد من للتنظيم السياسي والاقتصادي للمجتمع، وهي، أي هذه الدول القومية، تتقاسم تدريجيا السيادة والسلطة والنفوذ مع صيغ الإدارة الأخرى. هذا التغير تسرعة الثورة الصناعية الرابعة، وكما توضح الخبيرة الاقتصادية آنا - ماري سلوتر، فإن "الدول القومية هي بمثابة شبيهة برقعة شطرنج جيوسياسية، لكن قواعد اللعب يزيد من صعوبتها شبكة الأعمال العنكبوتية الكثيفة، وشبكة النشاطات الاجتماعية والإجرامية".
ويقول التقرير إن الخبراء السياسيين يركزون على أربعة أخطار تهدد وجود الدول القومية، أولها يكمن في أن إعادة توزيع السلطة والصلاحيات بين عدد من الدول العظمى ينتهك بشدة النظام العالمي القائم، فالاتحادات القديمة، التي تكونت بعد الحرب العالمية الثانية، تخلي مكانها لتحالفات جديدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويرى التقرير أن هذه التغييرات من جهة، تعكس المستجدات السياسية والاقتصادية في حياة المناطق، لكن من الجهة الأخرى تزيد من مخاطر التقلبات ويمكن أن تؤدي حتى إلى الحرب.
كما أن ضعف الدول القومية التدريجي، ثانيا، يؤدي إلى إقامة منظومات إدارة موازية، وتوجد على الكوكب الآن أكثر من 4 آلاف منطقة اقتصادية خاصة مسجلة رسميا، وهي نماذج شبيهة بالدول. ويوجد عدد غير قليل من مثل هذه المناطق في الصين وماليزيا وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة، وتعد ناجحة تماما، في حين أن وضع المناطق الاقتصادية التي ظهرت بسرعة مؤخرا في إفريقيا وجنوب آسيا أكثر تعقيدا.
ثالثا، الدول القومية وشبه الدول تتعرض لضغوط متزايدة وباستمرار من قبل المؤسسات والائتلافات غير الحكومية واللامركزية، ويسهم في تشكيل السياسة الوطنية عدد كبير من الشركات المتعددة الجنسيات التي يتضاعف وزنها في كل وقت، وما يوحد هذه المؤسسات من بين أمور أخرى، الارتباط القوي بالتكنولوجيا الرقمية. وتطور وانتشار التكنولوجيات الجديدة، يعزز في وقت واحد ويدمر الدمقراطية، بحسب "Forbes"، إذ أن الثورة الصناعية الرابعة تعرض على الإنسانية إيجابيات ضخمة لكنها تخفي في طياتها أخطارا كثيرة.
والخطر الرابع يكمن في أن قوة الدول القومية يضعفها المدنية والمدن الكبرى التي تزداد قوة على الكوكب، فعدد المدن المتوسطة والكبيرة في العقود الستة الأخيرة ازدادت عشر مرات. ويوجد الآن على الكوكب 29 مدينة ضخمة بعدد سكان لا يقل عن 10 ملايين نسمة، و163 مدينة بسكان يتراوح عددهم بين 4 – 10 ملايين، والمدن المليونية يصل عددها إلى 538، وفي نفس الوقت تملي المدن الكبرى بذاتها، وبمعزل عن الدولة، شكل ومعايير وقواعد التعايش داخلها، ولا يقتصر الأمر على السياسة الداخلية بل والخارجية، ولهذا السبب، يقول التقرير ليس من المدهش، إن تتحول جغرافيا السلطة تدريجيا نحو المدن الكبرى.
ووصل التقرير إلى استنتاج مفاده أن الدول القومية ستبقى حتى عام 20130ـ وستواصل لعب الدور الرئيس في حياة البشرية، لكن، بالإضافة إلى المخاطر الأربعة الأساسية، يهدد وجودها عدد كبير من الاخطار الصغيرة والتي لا يمكن تجاهلها، والأمر الأهم، بحسب "Forbes" أن لا تتحول الدول القومية إلى بقايا تاريخية، وأن لا تبدأ في تهديد وجود وازدهار الإنسانية، وعلى كل حال شكل التنظيم الاجتماعي البديل في صيغة المدن الكبرى، لم يثبت فائدته حتى الآن. وهذا يعني أن لا بديل عن الدول القومية، على الأقل في هذه المرحلة من التطور.
المصدر: expert.ru
محمد الطاهر

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...