Skip to main content

السيسي الجديد-----------شيمريت مئير

حبيب الجمهور الإسرائيلي يغيّر موقفه، ويصبح راعيا للتسوية الفلسطينية. ما معنى هذا التغيير في الموقف المصري؟

12 أكتوبر 2017,
رجل أمن فلسطيني في غزة وخلفه يافطة كبيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
رجل أمن فلسطيني في غزة وخلفه يافطة كبيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
"لماذا تحتاج إلى غوّاصات" سأل مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى شريكه في الحديث. "أنت رئيس مصر"، أي رئيس "أم الدنيا" كما تسمونها. أنت لست معرضا لأي خطر خارجي حقيقي. ونحن الإسرائيليون نساعدكم على مواجهة الخطر القليل المتبقي، على مواجهة داعش في سيناء. إسرائيل عنوانك الوحيد لسباق التسلح هذا. "نحن لا نفهم لماذا".

هناك مَن يقول إن السيسي "ناصري" يعتقد أن مصر دولة عظمى إقليمية وأن إسرائيل هي دولة عظمى كبيرة تقف مقابلها.
لماذا يحتاج السيسي حقا، زعيم أمة تعدادها أكثر من 90 مليون مواطن تعاني من ضائقة اقتصادية خطيرة ومتواصلة إلى هذه الأسلحة؟ لمحاربة ليبيا؟ السودان؟ داعش في سيناء - تتحمل إسرائيل محاربة 1000 عنصر من داعش ويشكل هذا جزءا كبيرا من عبء مواجهة عناصر داعش؟
ولكن من الصعب تجاهل الطريق الطويلة التي مر بها السيسي، ولحاق الكثير من المصريين نهجه، فيما يتعلق بإسرائيل في السنوات الماضية. لقد بدأ كل شيء عندما وصل السيسي إلى الحكم بالقوة، بعد أن خلع الرئيس مرسي، وهاجم الإخوان المسلمين في مصر. تعرفت إسرائيل إلى الفرصة الكامنة، وأبدت مسؤوليتها، وساعدت الجنرال بكل الطرق الممكنة. بدءا من اللوبي في واشنطن وحتى تقديم المساعدة الاستخباراتية الحقيقة. من جهته، شن السيسي حربا قاسية وعمل على نزعة شرعية حماس بشكل تام، وغير نبتره وتعامله تجاه إسرائيل، وتجسد هذا التغيير في أقواله وفي وسائل الإعلام المتماهية معه.
ولكن الأحداث تتغيّر. ما زال حكم السيسي مستقرا رغم عدم تحسّن الوضع الاقتصادي. فهو يحظى في واشنطن في عهد ترامب بتأييد كبير، بعد أن كان منبوذا أيام إدارة أوباما (رغم أنه يثير في هذه الأيام غضب الكثيرين في واشنطن بسبب الأسلحة التي يصر على شرائها من كوريا الشمالية). في هذه الأيام، يدفع السيسي سياسته الخارجية قدما، بشكل يتماشى مع المصالح المتغيّرة في الشرق الأوسط. بكلمات أخرى: يخرج السيسي من مخبئه، يتنفس الصعداء كثيرا، ويستعيد تقاليد دبلوماسيّة من عهد مبارك.
مثلا، قراره إيقاف مقاطعة حماس والعودة إلى سياسة تقليدية أكثر تسعى إلى إبقاء هذه الحركة قريبة من مصر بهدف السيطرة عليها. من المفترض أن السيسي ما زال يكره هذه المنظمة، ويؤمن أنها جزءا لا يتجزأ من الإخوان المسلمين وحتى أنها تساعد داعش في سيناء. رغم هذا توصلت مصر إلى الاستنتاج أن الحصار المفروض على غزة بسبب إغلاق معبر رفح ومقاطعة حماس، يلحقان ضررا بالمصالح المصرية أكثر من الفائدة. كما هو معروف، تكمن قدرة مصر في الحلبة الدولية أيضا لكونها قادرة على أن تكون وسيطا بين إسرائيل وحماس عند الحاجة. سعت قطر إلى ملء هذا الفراغ الذي برز بشكل خاص، من بين أمور أخرى، أثناء الحرب الأخيرة على غزة. إلا أن السيسي قرر ألا يترك الساحة الخلفية التابعة لمصر، قطاع غزة، للسيطرة التركية، القطرية، والإيرانية، فأوعز للمخابرات الاهتمام بهذه القضية بشكل فعال، بعد سنوات من الغياب الجزئي، تماما كما كان في عهد مبارك. بالمناسبة، لدى السيسي علاقات جدية مع دحلان، وهو يحاول السيطرة أيضا على مزاج أبو مازن وينجح جزئيًّا.
كانت احتفالات المصالحة الفلسطينية في وسائل الإعلام المصرية مثيرة للانفعال أكثر منها في وسائل الإعلام الفلسطينية، فوصل الصحافيون المصريون إلى غزة وكأن الحديث يجري عن احتفال تاريخي وليس عن حدث آخر من محاولات التسوية التي انتهت بالفشل الذريع حتى الآن. وحقا، كما اتضح بعد انتهاء الاحتفالات، ورغم الحاجة الملحّة إلى أن يتخلص يحيى السنوار من عبء سكان غزة، يبدو أن المصالحة ما زالت بعيدة.
يعتقد السيسي أن الحديث يجري عن انتصار دون شك، وأن مصر أصبحت لاعبا رئيسيا في الحلبة الفلسطينية مجددا، وهكذا تزداد أهمية علاقتها مع إسرائيل أكثر. "تشكل المصالحة الفلسطينية خطوة أولى في الطريق نحو السلام مع إسرائيل"، قال السيسي. حتى صنع السلام، يبدو أن السيسي سيستفيد من هذا الصراع أيضا.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe