كل يوم قصة ( 2- 10 )
للكبار فقط
النابغة والمتجردة
ذكر أبو الفرج في كتابه المشهور ( الأغاني )
أن النابغة الذبياني كان يأكل في آنية من الفضة والذهب . كان هذا في بلاط النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي جاءه النابغة فقيرا متكسبا بشعره , فمدحه قائلا :
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبُ
إذا طلعتَ لم يبدُ منهنَّ كوكبُ
فدفع إليه مئة ناقة من الإبل السود النادرة . ولد في عام 230 قبل الهجرة . وبقي نديما للنعمان , مقربا منه . إلى أن دخل ذات يوم على النعمان ورأى زوجته المتجردة , وكانت من أجمل نساء زمانها , وقد سقط نصيفها ( غطاء الرأس ) فاستترت منه بيدها , فأمره النعمان أن يصفها له , فأنشد قصيدته التي مطلعها :
أمن آلِ ميَّةَ رائحٌ أو مُغتدِ
عجلانَ ذا زادٍ وغيرَ مُزَودِ
كان النعمان دميما قبيحا وكان المنخل اليشكري وهو شاعر متقدم في الشعر و من أجمل فتيان العرب ينادمه , ويتهمه الآخرون بأن له علاقة مع المتجردة , وأن أطفال النعمان الذين يشبهون المنخل اليشكري من صلبه . وعندها بدأ النابغة الذبياني يتقرب أكثر , وينادم , ويكتب الشعر الجزل مرة مادحا , ومرة متغزلا إلى أن ألقى على مسامع القوم قصيدته في المتجردة , فغضب المنخل اليشكري غيرة , وقال للنعمان لا يستطيع أن يقول هذا الشعر إلا من جرب . والراجح عندي على كثرة ما أثيرت هذه القصة , وتناولها النقاد والتاريخيون أنهم جميعا كانوا يتشاركون في المتجردة برضا الملك النعمان الذي كانت تفوح منه رائحة الفسق . وأن نسب الأطفال بدأ يختلط بينهم , وشرعوا يتصارعون في من يتولى حكم الحيرة بعد ذلك . وأن المنخل اليشكري وهو غاضب أفشى كثيرا من الأسرار , فقتله الملك , وأحرق جثته في الرياح , فهرب النابغة الذبياني إلى الغساسنة .
يقول النابغة في تلك القصيدة الإباحية بعد غزل طويل رقيق عذب :
لو أَنَّها عَرَضتْ لأشمطَ راهبِ ( أي المتجردة )
عبدَ الإله صرورة ٍ مُتَعبِّدِ ( صرورة لم يتزوج )
لَرَنا لبهجتِها وحسنَ حديثِها
ولَخالهُ رُشداً وإنْ لم يُرشدِ
ثم يصف جسدها داخليا وصف العارف المجرب كما قال المنخل اليشكري
( وإذا لمستَ لمستَ أجثمَ جاثِماً ) – بعضهم يقول أخثم يصف فرجها بأنه عريض مرتفع وجاثما هو الذي تمكن في موضعه وصنع له مكانة .
( مُتَحيَّزاً بمكانِهِ مِلْء اليدِ ) – والمتحيز ما حاز ما حوله وبرز إلى الأمام .
( وإذا طَعنتَ طعنتَ في مُسْتهدفٍ ) – أي طعن الفرج بذكره فوجده حيث تخيله وأراده .
( رابي المَجَسَّةِ بالعبيرِ مُقَرْمَدِ ) – والرابي المندفع من مكانه من شدة الشهوة والمجسة البظر النافر أو الموضع الذي يجسها فيه , والعبير هو الزعفران ومقرمد أي مطلي بألوان من العطور .
( وإذا نزعتَ نزعتَ عن مُسْتَحصِفٍ ) – أي نزع ذكره انتزاعا من فرجها والمستحصف هو الضيق القليل البلل .
( نَزْعَ الحزوَّر بالرشاء المُحْصدِ ) – الحزور الغلام القوي الذي يجر حبل البئر والرشاء المحصد الحبل المفتول , والمعنى يقول هو ضيق قليل البلل - ربما من كثرة المجامعة خاصة وهم أهل خمر ومنادمة - فإذا نزعت منه ذكري نزعته بشدة كما ينزع الغلام القوي الحبل المحكم الفتل من البئر . ثم يواصل قصيدته أمام الملك النعمان فيقول :
وإذا يَعَضُّ تَشُدُّه أعضائُهُ – أي يضيق فتتكاتف كل أجزاء المهبل معه على الضم .
( عَضَّ الكبير من الرجالِ الأدردِ ) – أي يتمسك فرجها بذكره كأنما يعضه رجل أدرد أي لا يملك أسنانا .
( ويكادُ ينزِعُ جلدَ من يُصْلى به ) – أي يكاد من شدة ضيقه وحرارته الشديدة ينتزع جلدة ذكره .
( بِلوافِحٍ مثل السعير الموقَدِ ) – حرارة لافحة مثل السعير المتقد . ويختم قصيدته
( لا واردٌ منها يحورُ لمصدرٍ )
( عنها ولا صدرٌ يحورُ لموردٍ )
وقال بعضهم إن النابغة لابد أن يكون مخنثا حتى يقول مثل ذلك الشعر . والجدير بالذكر أن شعر النابغة والمنخل اليشكري وكل الشعراء ( الجاهليين ) كان شعرا ذا ذوق وجمال وتأثير , كان مليئا بالشاعرية والعفوية والوضوح , حتى جاء المسلمون فأفسدوا الشعر بتقعرهم في اللغة , وخصوماتهم , وتعلمهم المشدد لبحور الشعر , وخلطهم بين النظم والشاعرية . فتركوا الوصف والمشاعر واتجهوا للمدح والهجاء والزهد . فكلما انتشر التعليم والنحويون انتشر القوالون والأدعياء وأهل النظم .
للكبار فقط
النابغة والمتجردة
ذكر أبو الفرج في كتابه المشهور ( الأغاني )
أن النابغة الذبياني كان يأكل في آنية من الفضة والذهب . كان هذا في بلاط النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي جاءه النابغة فقيرا متكسبا بشعره , فمدحه قائلا :
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبُ
إذا طلعتَ لم يبدُ منهنَّ كوكبُ
فدفع إليه مئة ناقة من الإبل السود النادرة . ولد في عام 230 قبل الهجرة . وبقي نديما للنعمان , مقربا منه . إلى أن دخل ذات يوم على النعمان ورأى زوجته المتجردة , وكانت من أجمل نساء زمانها , وقد سقط نصيفها ( غطاء الرأس ) فاستترت منه بيدها , فأمره النعمان أن يصفها له , فأنشد قصيدته التي مطلعها :
أمن آلِ ميَّةَ رائحٌ أو مُغتدِ
عجلانَ ذا زادٍ وغيرَ مُزَودِ
كان النعمان دميما قبيحا وكان المنخل اليشكري وهو شاعر متقدم في الشعر و من أجمل فتيان العرب ينادمه , ويتهمه الآخرون بأن له علاقة مع المتجردة , وأن أطفال النعمان الذين يشبهون المنخل اليشكري من صلبه . وعندها بدأ النابغة الذبياني يتقرب أكثر , وينادم , ويكتب الشعر الجزل مرة مادحا , ومرة متغزلا إلى أن ألقى على مسامع القوم قصيدته في المتجردة , فغضب المنخل اليشكري غيرة , وقال للنعمان لا يستطيع أن يقول هذا الشعر إلا من جرب . والراجح عندي على كثرة ما أثيرت هذه القصة , وتناولها النقاد والتاريخيون أنهم جميعا كانوا يتشاركون في المتجردة برضا الملك النعمان الذي كانت تفوح منه رائحة الفسق . وأن نسب الأطفال بدأ يختلط بينهم , وشرعوا يتصارعون في من يتولى حكم الحيرة بعد ذلك . وأن المنخل اليشكري وهو غاضب أفشى كثيرا من الأسرار , فقتله الملك , وأحرق جثته في الرياح , فهرب النابغة الذبياني إلى الغساسنة .
يقول النابغة في تلك القصيدة الإباحية بعد غزل طويل رقيق عذب :
لو أَنَّها عَرَضتْ لأشمطَ راهبِ ( أي المتجردة )
عبدَ الإله صرورة ٍ مُتَعبِّدِ ( صرورة لم يتزوج )
لَرَنا لبهجتِها وحسنَ حديثِها
ولَخالهُ رُشداً وإنْ لم يُرشدِ
ثم يصف جسدها داخليا وصف العارف المجرب كما قال المنخل اليشكري
( وإذا لمستَ لمستَ أجثمَ جاثِماً ) – بعضهم يقول أخثم يصف فرجها بأنه عريض مرتفع وجاثما هو الذي تمكن في موضعه وصنع له مكانة .
( مُتَحيَّزاً بمكانِهِ مِلْء اليدِ ) – والمتحيز ما حاز ما حوله وبرز إلى الأمام .
( وإذا طَعنتَ طعنتَ في مُسْتهدفٍ ) – أي طعن الفرج بذكره فوجده حيث تخيله وأراده .
( رابي المَجَسَّةِ بالعبيرِ مُقَرْمَدِ ) – والرابي المندفع من مكانه من شدة الشهوة والمجسة البظر النافر أو الموضع الذي يجسها فيه , والعبير هو الزعفران ومقرمد أي مطلي بألوان من العطور .
( وإذا نزعتَ نزعتَ عن مُسْتَحصِفٍ ) – أي نزع ذكره انتزاعا من فرجها والمستحصف هو الضيق القليل البلل .
( نَزْعَ الحزوَّر بالرشاء المُحْصدِ ) – الحزور الغلام القوي الذي يجر حبل البئر والرشاء المحصد الحبل المفتول , والمعنى يقول هو ضيق قليل البلل - ربما من كثرة المجامعة خاصة وهم أهل خمر ومنادمة - فإذا نزعت منه ذكري نزعته بشدة كما ينزع الغلام القوي الحبل المحكم الفتل من البئر . ثم يواصل قصيدته أمام الملك النعمان فيقول :
وإذا يَعَضُّ تَشُدُّه أعضائُهُ – أي يضيق فتتكاتف كل أجزاء المهبل معه على الضم .
( عَضَّ الكبير من الرجالِ الأدردِ ) – أي يتمسك فرجها بذكره كأنما يعضه رجل أدرد أي لا يملك أسنانا .
( ويكادُ ينزِعُ جلدَ من يُصْلى به ) – أي يكاد من شدة ضيقه وحرارته الشديدة ينتزع جلدة ذكره .
( بِلوافِحٍ مثل السعير الموقَدِ ) – حرارة لافحة مثل السعير المتقد . ويختم قصيدته
( لا واردٌ منها يحورُ لمصدرٍ )
( عنها ولا صدرٌ يحورُ لموردٍ )
وقال بعضهم إن النابغة لابد أن يكون مخنثا حتى يقول مثل ذلك الشعر . والجدير بالذكر أن شعر النابغة والمنخل اليشكري وكل الشعراء ( الجاهليين ) كان شعرا ذا ذوق وجمال وتأثير , كان مليئا بالشاعرية والعفوية والوضوح , حتى جاء المسلمون فأفسدوا الشعر بتقعرهم في اللغة , وخصوماتهم , وتعلمهم المشدد لبحور الشعر , وخلطهم بين النظم والشاعرية . فتركوا الوصف والمشاعر واتجهوا للمدح والهجاء والزهد . فكلما انتشر التعليم والنحويون انتشر القوالون والأدعياء وأهل النظم .
Comments
Post a Comment